تقارير و حوارات

الهلال السوداني 2024.. “مشروع فلوران” أمام الفرصة الأخيرة

يتطلع فريق الهلال السوداني لوضع بصمة جديدة في مشروعه الكروي الذي بدأ منتصف العام 2022 وذلك عندما يشارك الفريق في بطولة دوري أبطال أفريقيا نسخة “2024-2025” والتي تنطلق منتصف أغسطس 2024، بمواجهة فريق أهلي بنغازي الليبي في الدور التمهيدي الأول للمسابقة القارية.

ويختبر الهلال للموسم الثالث تواليًا قدرة فريقه على التنافس في المعترك الإفريقي الكبير رفقة المدرب الكونغولي المعروف “فلوران إيبينجي” الذي يقود الفريق للموسم الثالث، حيث يترأس الإدارة الفنية للمشروع الذي رسمته إدارة الهلال لخلق فريق قوي يُنافس على البطولات الإفريقية – وفق ماهو مخطط- بعد ثلاث سنوات من تكوينه في العام 2022.

مشروع الهلال السوداني

في منتصف العام 2022 فاز السيد “هشام حسن السوباط” رجل الأعمال المعروف، برئاسة مجلس إدارة نادي الهلال السوداني لدورة رئاسية مدتها أربع سنوات، يشاركه عدد من الشخصيات أبرزهم المهندس الشاب “محمد إبراهيم العليقي”، الذي جاء يحمل أفكارًا كبيرة لتطوير كرة القدم في نادي الهلال وبناء فريق بطولات ينافس على الصعيد القاري، وتولّى “العليقي” أمر القطاع الرياضي بكل تفاصيله وذلك لبُعد “السوباط” عن الفريق وانشغاله بأعماله التجارية.

الهلال السوداني .. السوباط والعليقي

خطط “العليقي” على الفوز لما سُمي مشروع الهلال السوداني وكانت الخطوة الأولى هي تعيين مدير فني من الأسماء الوازنة لوضع لبنات المشروع والتأسيس الصحيح لفريق كرة القدم، فتم التعاقد مع الكونغولي “فلوران ايبينجي” المدرب صاحب السيرة الطويلة مع المنتخب الكونغولي وفريق “فيتا كلوب” والمتوج حديثًا وقتها بلقب بطولة الكونفيدرالية الأفريقية مع فريق “نهضة بركان” المغربي.

مدرب كبير وتعاقدات نوعية

وفي المؤتمر الصحفي لتقديمه مدربًا للهلال قال “فلوران” : “شعرت بالفخر والاعتزاز عندما اتصل بي مجلس إدارة نادي الهلال لتولي تدريب الفريق،  أنا ومعي عدد من المدربين الأفارقة لدينا تحدٍ لإثبات أنفسنا لذلك خرجت من نهضة بركان وقبلت التحدي والعمل مدرباً في الهلال ولديَّ رغبة أكيدة في تحقيق النجاح في مشروع الهلال”.

الهلال السوداني يقدم المدرب فلوران في 16 أغسطس 2022

أحدث الهلال السوداني ثورة في تعاقدات اللاعبين الأجانب، التي شهدت – على غير المعهود في السودان- سرية تامة إذ أدارها “العليقي” بنفسه مع مجموعة صغيرة وبمشارورات مع المدرب الكونغولي، واستطاع الهلال أن يستجلب لاعبين مميزين و واعدين أبرزهم الكونغولي المتألق مع “فيتا كلوب” وقتها “ليليبو مكابي” والموهبة الغامبية “لامين جارجو” من الدوري السنغالي، بجانب المدافع الأنغولي “فيكتور نانكي” والطرف الايسر الغاني “ابراهيما إيمورو”، ولاعب الوسط الايفواري “كلود سينغوني” ومواطنه الحارس الشاب “عيسى فوفانا”.

صعود ثم توقف

مضي الهلال السوداني بشكل متوسط في دوري أبطال أفريقيا 2022-2023 وتمكّن من تخطي عقبتي سان جورج الإثيوبي والشباب التنزاني في الأدوار التمهيدية ليتأهل إلى دور المجموعات، حيث أوقعته القرعة بجانب الأهلي المصري، صن داونز الجنوب إفريقي والقطن الكاميروني، وتمكن الهلال من تحقيق 10 نقاط بالفوز على القطن الكاميروني ذهابًا وإيابًا والفوز على الأهلي المصري في الخرطوم 1-0، والتعادل مع صن داونز في الخرطوم 1-1، ليدخل المباراة الأخيرة أمام الأهلي المصري في القاهرة بفرصتي الفوز أو التعادل أو حتى الهزيمة بفارق هدف مع شرط التسجيل، إلا أن المباراة كشفت أن عود الفريق الأزرق لم يشتد بعد في نزالات المواعيد الكبرى، حيث خسر الهلال بثلاثية نظيفة ليكتب ختام مشواره في البطولة.

الهلال الأهلي
مباراة الهلال والأهلي المصري في 1 أبريل 2023

صدمة الحرب

لم يكد الهلال السوداني يستفيق من صدمة الخروج لإستخلاص الدروس والعبر للإستفادة منها في مُقبل الأيام، حتى اندلعت الحرب المشؤومة في البلاد والتي بعثرت كل أوراق الرياضة السودانية وفريق الهلال، حيث غادر أربعة لاعبين من الأجانب صفوف الفريق  عبر البيع أو فسخ التعاقد، لكن الغدارة نجحت في إقناع المدرب الكونغولي “فلوران إيبينجي” بالبقاء للمواصلة في مشروع الهلال.

بدأ الهلال التخطيط لموسمه الثاني في “المشروع” من تونس الذي عقد بها الفريق معسكرًا مطولاً ثم انتقل إلى المغرب لعقد معسكر آخر وخاض عدد من المباريات الودية ولذلك لتعويض غياب اللعب التنافسي بعد توقف الدوري والنشاط في السودان بسبب الحرب، وبدأ مشواره في دوري أبطال أفريقيا بمواجهة “أول اغسطس” الأنجولي في الدور التمهيدي الثاني للبطولة فتخطاه بالتعادل السلبي في انجولا والفوز إيابًا في المغرب بنتيجة 2-1، ليبلغ الفريق مجددًا مرحلة المجموعات.

الهلال

استعان الهلال السوداني من جديد بعدد من صفقات اللاعبين الأجانب وان كانت تبدو في هذه المرة أقل من حيث الجودة الفنية حيث ضم المهاجم الغاني “باسط سيدو”، الجناح البورندي “جان كلود”، الجناح الزامبي “ألبرت كانغواندا”، والسنغالي “بابي عبدو”، بينما كسب لاعبًا متميزًا في موقع الظهير الأيسر وهو الموريتاني “خاديم دياو” بعد فسخ تعاقده مع “حوريا كوناكري” الغيني.

خروج مكرر

لكن مشوار الهلال السوداني في دور المجموعات لدوري أبطال أفريقيا 2023-2024 لم يختلف كثيرًا عن سابقه بعد أن أوقعته القرعة في مجموعة ضمت بيترو أتليتكو الأنغولي والترجي والنجم الساحلي التونسيين، إذ بدأ الفريق بالخسارة أمام “بيترو” ثم حقق فوزًا باهرًا على الترجي التونسي في الجولة الثانية بنتيجة 3-1 في العاصمة التنزانية “دار السلام” التي اختارها الفريق مقرًا له، لكن الهلال فرط في الجولتين الثالثة والرابعة أمام النجم الساحلي المتراجع المستوي في تلك النسخة بالخسارة في تونس 0-1 والتعادل في تنزانيا 1-1، ثم تعادل مع “بيترو” في الجولة الخامسة قبل أن يخسر في جولة الحسم بالمرحلة الأخيرة أمام الترجي التونسي في “رادس” بهدف دون رد لتتوقف مسيرة الفريق عند محطة المجموعات.

تباين حول “فلوران”

يرى عدد من المتابعين والمهتميمن بكرة القدم الأفريقية، أن فريق الهلال شهد تطورًا ملحوظًا تحت قيادة المدرب “فلوران إيبينجي” من حيث مفاهيم اللعب التموضعي في الخروج بالكرة وبناء الهجمات فضلاً عن إرتفاع الوعي التكتيكي للاعبين، كما يجدون العذر للمدرب الذي لا يشارك فريقه في دوري منتظم حتى يستطيع تطوير الفريق ورفع مستوي وجاهزية لاعبيه، كما أن الفريق لا يلعب خارج أرضه وهو عامل آخر مؤثر في المباريات الكبرى.

بينما هنالك رأي مُخالف يوجه سهام النقد للمدرب “فلوران” بعد عامين من تدريب الفريق، حيث ما زال الهلال يعاني من مشاكل فنية هيكلية فيما يتعلق بتسجيل الأهداف وكذلك الدفاع ضد الكرات الثابتة وبعض الأخطاء المتكررة، بجانب قرارات إبعاد عدد من اللاعبين الأجانب بشكل لم يبدو منطقيًا، على غرار الغاني “ديفيد أباغنا” الذي أبعده “فلوران” من حساباته فانتقل إلى أوروبا وتألق في “مولدوفا” وقاد فريقه لثنائية الدوري والكأس والمشاركة في دوري أبطال أوروبا. ولا يبدو مشرف المشروع “محمد العليقي” بعيدًا عن دائرة النقد، من واقع تعاقد الهلال مع حوالي 25 لاعبًا اجنبيًا في فترة لا تتجاوز العامين، وهو أمر غير منطقي لفريق يريد البناء والتأسيس.

صمد “العليقي” و”فلوران” في وجه الإنتقادات والمطالبات الجماهيرية والإعلامية، وها هو الهلال السوداني يدخل موسمه الثالث في مشروعه وهو آخر مواسم فلوران بحسب عقده، ويأمل الفريق الذي ضم أيضًا أربعة لاعبين أجانب جدد وأقام تحضيرات في تنزانيا وتونس، يأمل في تجاوز عقبة دور المجموعات التي توقفت فيها رحلته في آخر ستة مواسم بدوري أبطال أفريقيا، علمًا أن آخر مرة تخطى فيها الهلال دور المجموعات كان في العالم 2015 حين بلغ نصف النهائي.

إقرأ أيضًا .. طالب بالمراجعة.. “هيثم مصطفى” ينتقد مشروع الهلال


لمتابعة أخبارنا انضم لمجموعتنا على واتساب أضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى